الاثنين، 12 ديسمبر 2016

لمن يهمه الأمر 15


نتغنى بحقوق الانسان وكلماتها العذبة مرفرفين بها عاليا في الفضاء
نرفع تلك الكلمات على قمم السواري بعز وكبرياء
وفي الوقت ذاته نقف خانعين موطئين الرؤوس غير قادرين على رفع البصر من الأسفل للأعى

ننادي بحق الحرية ونحن سجناء
نهتف بحق التعبير ونحن خرس بكم لا نجرؤ حتى على الكلام
نصرخ بحق التنقل ونحن عاجوزن عن الانتقال من المنزل إلى العمل دون تصريح
نطالب بحق الحياة ونقتل بعضنا البعض مرارا كل يوم

تناقض عجيب
تناقض رهيب
تناقض دميم

تضاد يظهر لنا مدى تفاهة تفكيرنا وسطحيته
مدى عجزنا عن تحقيق ما ننادي به
فالناشط الحقوقي سجين
والناشط الإنساني أسير
فيما الناشطة النسوية مقيدة بأغلال الرجال
والمطالبين بحرية الصحافة والاعلام مكممي الأفواه أخرسوا أقلامهم قبل زمن
وإولئك الذين يطالبون بحق تنقلك دون قد أو شرط ينتظرون في الخفاء الإذن ليغادروا منازلهم

فما هي تلك الحقوق التي نطالب بها
ألم يكن من الأولى أن نتحصل عليها قبل أن نطالب بها لغيرنا ؟!
فبدل أن أن نبدو بمظهر المرتوين نحن عطشى متلفهون لفطرة ماء تروي ظمأً لا بداية من نهاية له

وهذا كله لا يزال بداية الجرائم التي تعصف بعالم مجحف أخرق لا أول من آخر له..........

Y.A.H

الجمعة، 28 أكتوبر 2016

لمن يهمه الأمر


لا يتعلق الأمر بوجود جنسين
الموضوع لا يخص كونك رجلا أو امرأة
بل إن النقطة الأساسية ليست في وجود اختلاف في الجنسين الرئيسيين على سطح الأرض

فالأمر الأكيد أنه حتى لو وجد جنس واحد لبقي حب السيطرة
ورغبة التملك
وغريزة الأنا
وعشق الذات

كل هذا لن يختفي لمجرد اختفاء جنس وبقاء واحد بمفرده

لا إن هذه فقط ستكون البداية 

الخميس، 18 أغسطس 2016

لمن يهمه الأمر 14

كنت أعلم أنه يوم سيء
منذ أن اتخذت قراري بأخذ الاجازة تأكدت بأه سيكون يوما كارثيا
منذ اللحظة التي سمعت فيها بذلك الحدث المقزز علمت بأنني سأندم على اللحظة التي صممت فيها على قراري
في المرة القادمة كل ما سأفعله هو النهوض والذهاب إلى الجحيم, لا يهم, ولكن البقاء هنا هو أمر لن يحدث مرة ثانية
فما الممتع في الأمر؟
ثقوا بي, لا شيء
لا شيء مثير للمتعة في هذا المكان المزعج
لا شيء مثيرر للراحة في هذه الجدران السخيفة
لا شيء مثير للمتعة في هذا الجو الخانق
ولكن لسوء الحظ فما أعرفه إلى جوار هذا جيدا أنني لا أتعلم مطلقا من أخطائي السابقة
إنني مجموعة من الاخطاء المكررة التي تتابع السير على الأرض ذاتها يوما بعد يوم ولحظة بعد لحظة دون أن تتعلم درسها ولو حتى مرة واحدة
ألم أتعلم منذ تلك السنوات جميعها أنني لا أصلح لهذا؟
بالطبع أعرف هذه الحقيقة ولكن الحجر الذي أحمله فوق كتفي لا يربو على أن يعيد ويكرر لي هذه الوقائع مرة ومرة أغرقها فيها مرة تلو مرة
في المرة القادمة..... دعونا منها أعلم جيدا أنني لن ألتزم بقراري هذا مطلقا
وأعلم ان الشيء الوحيد اذي أريده التو هو أن زيارة أبدية للعالم الآخر
صحيح أنني لست من النوع المتشائم عادة, ولكن كم مضى من الوقت؟ إنني أكاد أتم شهرين وأنا غارقة في لجة لا نهاية لها
غارقة حتى إخمص قدمي وآخر شعرة من رأسي
غارقة في هاوية العجز
الكره
اليأس
الملل
الفراغ
البرود
السأم
وكل ما يمكن أن يخطر ببال على مر البشر

يوما بعد يوم أحاول رفع معنوياتي المحطمة, ولكن بلا جدوى, إنها ليست فقط محطمة, إنها ممزقة ومكرسة ومن المستحيل جمع شتاتها
أحاول يوما بعد يوم أن أظهر لنفسي أن كل شيء يسير على ما يرام, وأنني سأعيش يوم الغد بابتسامة, فأضيع اليوم ولا احصل على الغد
وفي نهاية المطاف أغدو بلا أي شيء
أغدو فارغة أراقب من نافذتي مجموعة لا تنتهي من الكائنات المتحركة يمينا ويسارا
أغدو أكثر فراغا وأكثر إيمانا بألا شيء سيحدث
اننني مجرد صفر في آخر خانة من الرقم
بل إن الصفر قد يمتلك بعض الأهمية إلى جواري

فماذا أنا في نهاية المطاف؟ لا شيء
إنني نكرة لا ترجى من ورائها
خيال لا مكان له في العالم
مجرد اسم زائد على حافة التاريخ لا يقدم ولا يؤخر
بل إنه لا شيء

إنني فعلا لا شيء

فمن يحتاجني؟, لا أحد
من يرغب بي؟, لا أحد
من يذكرني؟, لا أحد
ممن يهتم بوجودي من عدمه؟, لا أحد
أهناك من يفكر بي؟ قطعا لا
أهناك من يحتاجني؟ لا ريب في عدمه

مجرد جسد يأكل ويشرب وينام
مجرد كائنة تتنفس الهواء وتنقص من حصة غيرها, أشخاص ربما يستحقون هذا الهواء أكثر منها

من أنا؟, إنني مجرد حمقاء تحاول أن تقنع نفسها أن لها وزنها في هذا العالم
أن لها كيانا في هذه البشرية
أن لها وجودا وأهمية في هذا الكون
ولكنها في النهاية تعلم تمام العلم أنها لا شيء يذكر

أنها ليست أككثر من عبء ينتظر يوم إزاحته من هذا العالم
أنها ليست أكثر من جريمة بحق البشرية بكيانها الفارغ عديم الأهمية وعديم النفع وعديم الجدوى
أنها لا شيء يستحق أن يذكر في هذا الفضاء

بل إنها إلى جوار هذا كله مجرد كاذبة, مجرد مدعية, مجرد مزورة,, مجرد صورة فارغة مشوهة
أرسم لنفسي لوحة خلابة مشرقة أعرضها على الآخرين بثقة مخفية حقيقة قبيحة
مخفية حقيقة أنني لا أستحق هذه اللوحة
حقيقة انني لا أساوي حتى الحبر الذي رسمت فيها
انني لا أرقى لقيمة الورق المستعمل الذي استخدم لرسمها

أتابع الكذب على نفسي وعلى من حولي
أتابع رسم خيال لي
أتابع إحياء وهمي الميت

ولكن في النهاية على ماذا أحصل؟
على لا شيء
على كلمات سامة تحملك المسؤولية للا شيء
على جمل وعبارات قاتلة تزيد من فراغي
على نظرات تذل آخر ما تبقى لي

على لا شيء
لأنني لا شيء
ولأنني لن أكون شيئا

ولكن ربما ما زال المجال في الجحيم موجودا
فهناك مكان ربما أستحقه هناك برفقة الشياطين
مكان ربما ......أو في الواقع لا
فحتى الجحيم لا يرحب بالنكرات


الأربعاء، 10 أغسطس 2016

لمن يهمه الأمر 13


لمن يهمه الأمر 

وماذا بعد؟

تغمض عينيك طلبا للنوم ولكنك تعلم جيدا أنك بتلك الإغماضة وحدها لا تحل شيئا، أنت لا تريد أن تنام بقدر ما تريد أن تهرب مما تحياه يوما بعد يوم، وتراه لحظة بعد لحظة، وتفكر به ساعة تلو ساعة

لم يكن النوم يوما درب الخلاص ولكنه غدا للتو طريقا معبدة بالورد ومفروشة بالريحان للفرار

لتفر من ماذا؟، سؤال يطرح ذاته بحضور مهيب
إنك تعرف مما أنت مدبر وهارب، وتعلم جيدا مما تهفو روحك لتلوذ منه بالفرار جريا دون أن تنظر ورائك ولا حتى بلمحة واحدة
ليست المشكلة في النوم، ها أنا أقولها مرة ثانية، فالنوم متعة ولذة وشهوة وغاية للبعض على الأقل
إلا أنه ليس طريقة للهرب
يمكنك أن تشتهي النوم وأن تحلم به وأن تهفهف روحك لملقاه ولكنك ستتوقف عند مفترق الطرق الأهم

انه ليس طريقك للهرب
ليس دربك للخلاص
ليس مسارك للجوء الى عالم وردي يمكنك أن ترى نفسك فيه ملك السماوات والأرض
فأنت في النهاية ملقى على ظهرك فوق سريرك عاجز عن التحرك حتى مرتعشا خوفا من الاستيقاظ
ورهبة من فتح عينيك
مذعورا أنك حين تفك قفل رموشك ستعود لتدرك من جديد أنك كما كنت بالأمس تماما
وأن لا شيء اختلف

النوم ليس مذنبا، أتعرف من هو المذنب؟
إنه أنت

فأنت من يستعمل حججا واهية ليهرب إلى عالم الأحلام متخاذلا عن تطبيقها على أرض الواقع
أنت من يرمي باللوم على العالم الجلف حوله مبرئا نفسه
أنت من لا يفعل شيئا عدا ندب حظه مؤنبا العالم ومقنعا عقله بأنه البريء المخذول والمظلوم المنتهك حقوقه والمبدع الذي لا يقدره أحد والناجح الذي يحاربه الجهل

ففي نهاية السبيل ترجع لتعيد الكرة من جديد

تندب حظك طوال النهار
تشكي وتحلم وتحقد وتصرخ

لكنك لا تتجاوز هذا الحد

وترجع في آخر اليوم مستلقيا على السرير ومحدقا في السقف فوقك طارحا السؤال ذاته مرة أخرى

ماذا بعد؟


يسرى حسونة
Y.A.H

الاثنين، 11 يوليو 2016

لمن يهمه الأمر 12



إلى أي مدى قد تصل الوقاحة ببعض المخلوقات السائرة على قدمين !!!؟؟؟
عندما تحاول ان تعثر على إجابة لهذا السؤال تستوقفك مجموعة من العقبات تجثم على قمتها واحدة لا ثاني لها
لا حدود يا عزيزي
لا حدود، ولا قيود، ولا أغلال
عندما تقرر البجاحة أن تنطلق في سبيلها طالية الذنب بلباس الفضيلة
مزينة القبح بغلاف الجمال
تغدو بيقين من أن هذا السخف الذي نعيش فيه ما زال يوما بعد يوما يزداد وقاحة وعجرفة وبجاحة وقذارة
لحظة عن لحظة تزداد السخافة قباحة، والقباحة رذيلة، والرذيلة فجورا، والفجور سلاطة
عندما تكنث بوعهد وتنقض بعهد وتخل بكلمة وترمي بالتزام
أتدري إلى أي درك سفلي تسقط بهذه الوضاعة؟، ألا تعلم أنك يا عزيزي تسقط إلى ما دون الجحيم بمراحل
ألا تدرك أنك لا تغدوى سوى سفيه ساقط؟
سوى غبي احمق
سوى جاهل أخرق
سوى أحمق آخر انضم للقافلة، وهل تدري ما هي هذه القائمة، إنها تلك التي يغدو وجودك بحد ذاته جريمة ضد البشرية................................
يسرى حسونة
Y.A.H

الثلاثاء، 28 يونيو 2016

لمن يهمه الأمر 11




عندما تقطع عهدا على نفسك فانت لا تتفوه فقط  ببضع كلمات فارغة من المعنى والمضمون
استيقظ يا هذا, فعندما تخرج من بين شفتيك تلك الحروف المتصلة ببعضها البعض عليك أن تعلم أنها قد تعني الحياة لغيرك
أنها قد تعني العالم لشخص آخر
أنت لا تهتم
أنت مجرد كاذب مدعٍ يحاول إقناع ذاته المريضة بأنه دوما على صواب
فبغض النظر عن السبب الذي سيقودك لطريق الاخلاف بوعد قطعته, بعهد رفعته, الأفضل أن تقضي عليه في مهده
ليس الموضوع مجرد كلمات تلقى في الهواء
ليس مجرد هراء تتفوه به
ليس مجدر تعبيرات تنطق بها دون أن تعلم ما تعني
دعني أقدم لك نصيحة,إن لم تمتلك القدرة لتتحمل تبعات كلماتك فأغلق فمك
لا تتكلم
خطه بالصوان إن تطلب الأمر لتبقه مغلقا دون أن يثرثر من جديد راميا الحروف هنا وملقيا بالكلمات هناك
فإن كنت لا تدري ما تعني تلك الكلمات المقدسة فهي مصيبة
وإن كنت تدري فهي مصيبة اكبر
هي واحدة من تلك المصائب التي حطمت العالم منضمة إلى لائحة الجرائم ضد البشرية................................



يسرى حسونة

Y.A.H

الأحد، 19 يونيو 2016

لمن يهمه الأمر 10


لست ملاكا, هذه قاعدة لا يختلف عليها اثنان منذ فجر البشرية, أو بالأصح يتوجب عليهما ألا يختلفا
ولكن بما أن الاتفاق لم يكن يوما من سمة البشر, فما زال هناك من يحاول ان يقنع نفسه ساعة بعد يوم وثانية بعد دقيقة أنني ملاك من نوع ما
لست واثقة ما هو نوع ذلك الملاك المشوه الذي يتخيله البعض متلبسا بصورتي, إلا أنني واثقة أنه لا ينتمي إلى أي نوع من المخلوقات في هذا الكون
ولا تغتر بنفسك عزيزي, فأنت أيضا مثلي تمامً ولا تختلف عني بأي شيء مهما حاولت أن تكذب على نفسك المسكينة وتوهمها بالعكس
فعندما تنتشي روحك بسرور غامر يطغى عليك وعندما تفوح خلاياك بشهوة عارمة فرحة ببؤس الآخرين
تدرك أنك فعلا لا تمس للملائكة بصلة
بل إنك برفقتي طبعا لا يحق لك أن تحلم حتى بالنظر إلى الباب المؤدي إلى عالمهم المشرق
ولكن في الوقت نفسه فقف مكانك, نحن لا ننتمي حتى إلى الشياطين
فإن أردت مواجهة الحقيقة, فالشياطين متسامحة ومتساهلة برفقة بعضها البعض, بل إنها تحن على بعضها, عدوها واحد هو ما يطلق عليه بين قوسين الانسان , وهذا يعني أننا خارج هذه التسمية
فما نبرع به بلا أدنى مواربة هو لعن بعضنا البعض, جلد أنفسنا, سحق أبناء جنسنا, وفي النهاية نقف بابتسامات مزيفة صفراء داعين شركائنا في الجريمة للتعامل بما يدعى الانسانية الميتة مع ضحايانا
وهكذا نخرج أننا جنس فريد بطبعه
جنس يشمت بمصائب غيره
جنس يفرح لكوارث الآخرين
جنس يضحك عندما يرى الثاني مضرجا بدمائه غارقا بدموعه
أعود لأكرر أنا لست استثناءً وأنت عزيزي لست استثناءً, إنك تقف في صفي شئت أم أبيت
فأنت هكذا, وأنا هكذا, وهو هكذا, وهي هكذا, جميعهم هكذا
أنكروا الحقيقة, تملصوا من الواقع, هربوا من الصورة السوداء, حاولوا تلوين وجههم البشع بمساحيق التجميل العاجزة
فهم في النهاية هذا الجنس الذي يضع ساعة بعد دقيقة وثانية بعد لحظة المزيد والمزيد من الجرائم ضده بعضه البعض
تلك الجرائم التي يطلق عليها اليوم لقب الجرائم ضد البشرية................................
يسرى حسونة
Y.A.H


الأربعاء، 15 يونيو 2016

لمن يهمه الأمر 9



حسنا لأكن صريحة مع نفسي قبل أن أكون صريحة معك ومعها ومعهم جميعا
ليست الكلمة هي التي أبحث عنها بقدر ما أبحث عن وصف أدق للحالة العجيبة التي أمر بها ولي بمفردي تأكيدا, بل إنها حالة عمومية تيطر على عقول الأغلبية الساحقة, هل أنا فاشلة؟
تبدأ المعضلة بوضع تعريف مشوه للفشل, فما هو الفشل؟ أهو العجز عن تحقيق الأهداف؟ عدم القدرة على تحويل الأحلام إلى حقيقة؟, الاخفاق في السير مع التيار الذي وجدت نفسك فيه منذ أن خرجت صارخا من رحم أمك؟
الكثير من التعليلات يمكن وضعها لتفسير معنى الفشل, ولكن يظل الشخص الوحيد القادر على وصفك بالفاشل هو نفسك
فأنت صاحب الصلاحية الوحيدة باظهار نفسك فاشلا, تماما كما يمكن اعتبارك الشخص الوحيد الذي يمتلك بين يديه العصا السحرية ليظهر بصورة الناجح, ولكن مرة أخرى يطرح سؤال أكثر أهمية, ماذا تعني كلمة ناجح؟
لا تكمن الورطة في تفسير هذه الكلمات المعقدة والمترابطة ببعضها البعض كترابط كرة من الصوف بين يدي قطتين تلهوان بها يمينا ويسارا دون حسيب أو رقيب
بل تكمن العوائق الكبرى داخلي قبل أن تنمو داخلك
فإن أردت أنا فاشلة
وإن أردت أنا ناجحة
وإن أردت أنا مجرد نقطة على السطر لا تقدم ولا تؤخر ولا تنهي الجملة حتى
أجل, قلت لنفسي دوما أنه لا داعي للعجلة, لا داعي للتهور, لا داعي للجنون الاخرق الذي لا يفقه شيئا
ولكن أهناك من يستمع إلى هذه الكلمات؟!!, قطعا لا
فتلك المجموعة من الخلايا مغلقة على نفسها الباب بالأقفال رافضة الاستماع إلى صوت المنطق والواقع
لا أدري سببا لذلك العناد الملتف بغطاء من الحمق والجنون, من التعجرف والفراغ, من الغرور والغباء
مجموعة من الأمزجة التي لا يفقه كنها أحد, وحتى أنا نفسي بدت عاجزة عن تحليل ما يدور في طيات تلك اللفائف المتكاتفة على بعضها البعض, ولهذا أقول أن المشكلة تبدأ مني قبل أن تنطلق نحو الآخرين
فإن أردت أنا فاشلة،
وإن أردت أنا ناجحة،
فإن رغبت أنا لا شي يذكر
وإن أردت فأنا كل ما يمكن أن ينظر إليه
يعود الخيار إلي بكل تأكيد, وبكل تأكيد أنا لا أستحق أن أمسك هذا الخيار بين يدي
فالعجز ليس مرضا, وإنما وهم
وهم غرس نفسه عميقا متجذرا داخل عروقي وأرودتي ليسير جنبا إلى جنب رفقة دمائي الملوثة بالمقام الأول
وهم بدت أتشربه يوما بعد يوم, ليلة تلو ليلة, دقيقة برقة دقيقة
وهم بات حقيقة
وحقيقة أنني بدت عاجزة لم تأتي إلا من قلب الوهم محولة نفسها لحقيق غارسة قوتها في الأرض مانعة أحدا من التقدم ولو مترا واحد
أعود لأسأل نفسي مجددا, أأنا فاشلة أم لا؟, أأنا ناجحة أم لا؟
وأتابع توجيه السؤال نحو الجهة الخاطئة متجاهلة الطرف الحقيقي الذي يتوجب عليه أن أرهقه أسئلة على مدار أربع وعشرين بأربع وعشرين
وفي النهاية ألقي باللوم كما عادتي على الآخرين محملة عجزي وضعي على شماعتهم كما اعتدت أن أفعل منذ قرون, ضائفة جريمة أخرى لا تقل عن سابقتها ضد البشرية......................................
يسرى حسونة
Y.A.H


الأربعاء، 8 يونيو 2016

لمن يهمه الأمر 8

لمن يهمه الأمر 8
لا يتوقف الأمر عند أربعة جدران تضم بين جوانحها مكتبا وبضعة مقاعد جلدية مزخرفة
تظن أنك قد أنتجت كل ما تحتاجه بجلوسك هناك متأففا طول النهار، مغرقا عينيك في شاشة الحاسوب، ناقرا بأصابعك على الأزرار واحدا تلو الآخر وأنت تكذب على نفسك
فماذا بعد؟
قالوا لك في البداية أنك بحاجة إلى الصبر، قالوا لك أنك بحاجة إلى التحلي بالجلد الكافي لتدخل المعترك مرتديا عدة الحرب، قالوا لك ونصحوك بأنك لن تلمس النجوم من أول الدرب، ولكنك كالعادة لا تستمع لأحد
كل ما يمكنك فعله هو التفكير في شماعة أخرى لتلقي عليها باللوم
كالعادة لا تحمل مسؤولية قراراتك، إنك ترغب لو أنك لم تقم بذلك، تتمنى لو أنك لم تقدم على خطوة بتلك الخطورة، تحلم لو أنك عدت إلى الوراء ثلاثين يوما ليعود كل شيء كما كان،
هادئا، وادعا، رقيقا، لا غبار عليه
تحدث نفسك ليل نهار أنك ستكون على ما يرام
ولكن أأنت على ما يرام؟  قطعا لا
إنك في أسوء من أسوء مرة دخلت فيها إلى الجحيم، حتى بدت تتمنى زيارة إبليس علك تلقى هناك بعض العزاء
فأنت تدرك تماما أن إبليس الذي هناك هو أرقى وأرفع من الأبالسة الموجودين هنا، فالحق يقال أنهم قد شوهوا سمعته وأعادوها دهرا إلى الوراء
أين المشكلة؟، لا بل أين الحل. من الصعب البحث عن جواب دون طرح سؤال ولكنك يا عزيزي لا تعرف الجواب ولا تعرف السؤال، بل إنك عاجز حتى عن بيان السبب من المسبب
وبعد هذا كله تأتي لتقول أنك بريء، أتيت مرتديا قميص يوسف وتصرخ بألم المسيح أنك بريء
لا أدري ما الذي تسعى إلى تحقيقه من وراء تلك التمثيلية الهابطة، ولكنك يا صديقي قد سقطت منذ زمن بعيد
سقطت منذ اليوم الأول الذي لعبت فيه دورا ليس لك
سقطت من اللحظة الأولى التي حاولت فيها أن تتحرك دون أن تحسب أي حساب
والآن فقط أغلق فمك وتابع تحريك أصابعك على اللوحة علك ولو لمرة في حياتك تحقق انجازا دون صمت
فالصمت بات اليوم حلما يراود الكثيرين

ولكنه في حالتك أنت هو جريمة بحقك أنت 
قبل أن يضم إلى سلسلة الجرائم البشرية ضد البشرية................................

يسرى حسونة
Y.A.H

الأربعاء، 13 أبريل 2016

من يهمه الأمر 7


المشكلة تكمن فينا، أحببنا ذلك أم كرهنا

فنحن من يرتدي عباءات ليست لنا مجللة بالخزي والعار مطلين بعيوننا من أسفلها بخوف من الفضيحة المدوية التي لا ندري أننا قد أحدثناها وانتهى الأمر
اللوم لا يقع على العباءات
فهي ليست المسؤولة عن عهر قمنا نحن بابتكاره وعار كللنا به رؤوسنا وسخرية دهنا أجسادنا بها
فنحن وهذه الحالة لسنا أكثر من عاهرة تخلت عن قواعد مهنتها وبات مكانها في الدرك الأسفل من المجتمع الذي كانت فيه, فحتى العاهرات أمثالها رمقنها بنظرات الدونية المشمئزة
فالنظر

فما الذي يحتاجونه أكثر ليدركوا أنهم ليسوا سوا عاهرات ساقطان مخلوعة عنهم الحماية
فلا المجتمع الدوني الذي يسعون خلفه يعطيهم
وتأكيدا بات خطة رجعتهم مقطوعا نحو ما كانوا لفترة مضى يملكونه

وهذا يبرر حالة اليأس الصارخ الذي يعيشونها
فهم لا هنا ولا هناك
هم ليس لهم هنا شيء والأمر الأكيد أن لا شيء لهم هناك

واليأس يصنع المعجزات كما يقال
بل إن العجز في الحقيقة يصنع الوقاحة والبجاحة

فهم وهذه الحالة يقفون بكل عين حمراء كاسرة لا ترى أبعد من سانتميتر واحد أمامها
يقفون متمتمين بكلمات العالم الدوني الذي لفظهم وجلس يضحك عليهم بسخرية شامتة جراء هذا المشهد
بل ولأجل ذلك يستمرون في التذلل وتقبيل المؤخرات علهم ينجحون في الحصول ولو على شيء واحد
إلا أن ما لا تنفك تلك المؤخرات أن تفعله
هو شيء آخر مختلف تمام الاختلاف

وأحببنا أيضا أم لا
إن هذا ما يسمر بالجريمة ضد البشرية.............................

يسرى حسونة
Y.A.H

الأحد، 13 مارس 2016

إنها فقط تهمني أنا


لا أريد أن أثرثر كثيرا
فلا جدوى من الثرثرة الفارغة

أحيانا عندما تحس بنفسك رغم كل شيء غارقا حتى أذنيك في اللا شيء, حين تحس أنك ترغب فقط بالبكاء والصراخ وأن تبلل وجهك بدموعك حتى يتشربه كقطعة اسفنج 
ولكنك في الوقت نفسه عاجز عن ذلك
إنك لا تبكي لأنك غير قادر على البكاء, لأن جسدك لا يستطيع أن يبكي, لأن عينيك لا تملكان أي مخزون من الدموع
إنك تريد البكاء ولكنك لا تعرف كيف تبكي
كل ما تحتاج إليه هو مجرد نكزة صغيرة 
كلمة واحدة
إشارة يتيمة 
وستنهمر الدموع كما لو أنها شلال متدفق من السماء

ستبكي ليس لأنك حزين 
بل لأنك وجدت أخيرا طريقة لتفرغ كل ما في صدرك وتلقيه خارجك

أنا أبكي لأنني أريد أن أهدئ عقلي قبل صدري لا لأنني حزينة وأريد البكاء 

يسرى حسونة
Y.A.H

الثلاثاء، 8 مارس 2016

لمن يهمه الأمر 6




لمن يهمه الأمر 6



من المتعب جدا أن تفكر في الموضوع من زاويتين مختلفتين, زاويتين اثنتين تتباعد المسافة بينهما كما المسافة بين الجحيم والنعيم
أن تجد نفسك فجأة في عقل اثنين مختلفين متضادين يقف كل منهما إزاء الآخر موقف العدو في الوقت الذي كان يفترض فيه أن يكون موقفهما هو موقف الحامي والممتن
فالطرف الأول يجد الثاني فاسدا منحطا ووغدا حقيرا بل وفوق ذلك عدوا رغم أنه قد يكون شقيقه
فهو وإن خالف القواعد إلا أنه لم يكن وحده من فعل ذلك, فهناك الكثيرون غيره الذين قاموا بالمخالفة نفسها بالوقت نفسه في المكان نفسه بحضور الثاني نفسه, ولكنه هو الوحيد الذي تعرض للعقوبة في ساعات الصباح الأولى التي تقبل الشمس فيها الأرض بابتسامة
ما كان له ليعترض لو أنه عومل بنفس معاملة الجميع, ولكن أن يعاقب هو ويترك الباقين ليغادروا أحرارا طائرين فهذه قمة الفساد له
فالثاني لا يستعرض عضلاته المفتولة الضامرة إلا على أمثاله من المنكوبين مستغلا بذته الزرقاء وكتافيتيه الملمعتين حديثا وقبعته التي استقرت فوق صلعته المضيئة, إنه يعاقب هذا او ذاك وفقا لمزاجه الصباحي, فإن تقاتل مع زوجته قبل خروجه من السرير او صرخ على أولاده قبل ذهابهم للروضة فإنه سيعاقب العموميين متجاهلا أن هناك من يقوم بمخالفاتهم نفسها, بل إنه يتركهم ليركضوا دون أن يخطر بباله حتى إيقافهم رغم أنه قد أوقف الأول وصرخ في وجهه وعاقبه وقلب نهاره إلى سواد مظلم
إنه فاسد لأنه يعاقب هذا ويترك ذاك, إنه فاسد لأنه يوكل مزاجه بدل القانون, إنه فاسد لأنه يضع العقوبات دون حسيب أو رقيب, لا عقله ولا ضميره ولا حتى حذائه!!!
إنه فاسد ومنحط  أخلاقيا لأنه يعلم تمام أنه يقوم بهذه الأعمال وهو يعلم أنها مجرد فساد متفشٍ كالسرطان فيه
برأيي إنه فاسد ومنحط لأنه يعلم أنه فاسد ومنحط ولكنه رغم ذلك يتصرف كفاسد ومنحط
ماذا عن رأي الثاني نفسه؟, قلت أن من الصعوبة بمكان أن تضع نفسك في عقل اثنين مفكرا فيما يحدث بعقل اثنين بدلا من واحد
فبالنسبة له ما قام به الأول هو خرق للقانون, هو انتهاك للنظام, هو عمل قد يترتب عليه كوارث ومصائب خطرة على حياة الأول وحياة من حوله
لأكون صريحة إنه فعلا على حق, فما عوقب عليه هو أمر لا يمكن السكوت عليه, بل إنني واثقة انني لن أتردد في معقابته بأضعاف مضاعفة لما قام هو به
إنه يقوم بهذا لأنه عمله, لأنه قد رأى هذا ولكنه لم يرى أولئك يخالفون كما يدعي
ولكن ماذا بين هذا وذلك؟
كيف يمكن التوفيق بين الأول والثاني؟
ما الممكن عمله ليتم التوفيق بينهما وإيقاف العداوة ما بينهما؟, بل ما المطلوب أن يتم عمله كي تعود العلاقة الطبيعية بينهما كما يتوجب عليها ان تكون
الأول هو المعطي والثاني هو المقدم
الأول هو المحمي والثاني هو الحامي
الأول يهب والثاني يتبرع
الأول هو الوطني والثاني هو الوطن

الأول والثاني هما واحد فأنا قد أكون اليوم الأول وغدا الثاني, وما أدراك قد تكون هذه العداوة المستمرة هي جريمة بحق الوطن قبل أن تكون جريمة بحق البشرية ...............

يسرى حسونة
Y.A.H