الأحد، 5 فبراير 2017

لمن يهمه الأمر 18

عندما يسرق المرء وينهب أكان قرشا أم دينارا
وعندما يكذب ويخدع أكان ذلك أمام طفل أم راشد
يرى بعينيه العالم سارقا وكاذبا
يراه ملوثا ومدنسا
يراه قذرا لا سبيل لغسله وإزالة دنائته

يبصر نفسه في من حوله 
يلمح انعكاس ذلته في من يجاوره

يؤثر الاحتفاظ بالشكوك منسوجة حوله
ويفضل دفع عمره كي لا يضع شيئا أغلى أم خف ثمنه في يد غيره

يظن أن الجميع سيسرق
يؤمن أن الكل سيكذب
ويثق ألا أحد يحفظ العهد

فهو سارق
كاذب
دجال
ومزور

وبعد هذا كله يعشق لعب دور الضحية
والمستهدف ممن حوله لنشاطه الإنساني
ودوره اللصوصي
وكلماته المزيفة

بحق الجحيم أيمكن لإبليس أن يصل حتى لهذه المرتبة!!!

الخميس، 2 فبراير 2017

لمن يهمه الأمر 17


ليس الانسان ملاكا
قد يكون البعض منهم شياطينا بدرجات منخفضة
إلا أن الغالبية الساحقة منهم هي شياطين بدرجات مرتفعة
جاثمين على المقاعد العليا من الجحيم
ومالئين بأجسادهم المنتفخة المترهلة المثيرة للاشمئزاز

ملتفحين بالعفاف الكاذب والطهر الزائف
راسمين حول أنفسهم هالة مقدسة
لاعنين العالم ومتخذين وضعية الضحية
يوهمون أنفسهم أنهم الضحايا لمؤامرة كونية قاهرة
تحيط بهم راغبة بجرهم إلى الدرك الأسفل
وتكسير أسطورتهم العالمية

لا أدري
أهناك داء عالمي منتشر بين البشر؟
داء يتميز بالنذالة والدناءة
داء مسبوغ بالقذارة والدنس
أعتقد أن هناك شيء من هذا القبيل
فمن الجلي أن ثلاثة أرباع من يحيطون به قد أصيبوا بمس منهم

فالعالم يتصرف باستعلاء وهو مكسور الجناح
يتصرف بغرور وهو ذليل
يتعامل بإنفة وهو حقير
يكذب وهو يدرك أن من يسمعه يلمس كذبه
يقص الحكايا والخيال عن بطولات مزورة وانجازات واهمة

أأصيب الجميع بمس من الجنون؟
أم أنني أنا من مسه الجذب؟
لست واثقة

فأنا في النهاية منهم
إلا أن الفرق الوحيد أني أدرك دنسي وأعلمه
بينما هم يكتمونه ويخفونه خلف المزيد من الانحطاط والهوان

انحطاط وهوان لا بلسم يشفيه ولكن علقم يغويه

Y.A.H