الأحد، 13 مارس 2016

إنها فقط تهمني أنا


لا أريد أن أثرثر كثيرا
فلا جدوى من الثرثرة الفارغة

أحيانا عندما تحس بنفسك رغم كل شيء غارقا حتى أذنيك في اللا شيء, حين تحس أنك ترغب فقط بالبكاء والصراخ وأن تبلل وجهك بدموعك حتى يتشربه كقطعة اسفنج 
ولكنك في الوقت نفسه عاجز عن ذلك
إنك لا تبكي لأنك غير قادر على البكاء, لأن جسدك لا يستطيع أن يبكي, لأن عينيك لا تملكان أي مخزون من الدموع
إنك تريد البكاء ولكنك لا تعرف كيف تبكي
كل ما تحتاج إليه هو مجرد نكزة صغيرة 
كلمة واحدة
إشارة يتيمة 
وستنهمر الدموع كما لو أنها شلال متدفق من السماء

ستبكي ليس لأنك حزين 
بل لأنك وجدت أخيرا طريقة لتفرغ كل ما في صدرك وتلقيه خارجك

أنا أبكي لأنني أريد أن أهدئ عقلي قبل صدري لا لأنني حزينة وأريد البكاء 

يسرى حسونة
Y.A.H

الثلاثاء، 8 مارس 2016

لمن يهمه الأمر 6




لمن يهمه الأمر 6



من المتعب جدا أن تفكر في الموضوع من زاويتين مختلفتين, زاويتين اثنتين تتباعد المسافة بينهما كما المسافة بين الجحيم والنعيم
أن تجد نفسك فجأة في عقل اثنين مختلفين متضادين يقف كل منهما إزاء الآخر موقف العدو في الوقت الذي كان يفترض فيه أن يكون موقفهما هو موقف الحامي والممتن
فالطرف الأول يجد الثاني فاسدا منحطا ووغدا حقيرا بل وفوق ذلك عدوا رغم أنه قد يكون شقيقه
فهو وإن خالف القواعد إلا أنه لم يكن وحده من فعل ذلك, فهناك الكثيرون غيره الذين قاموا بالمخالفة نفسها بالوقت نفسه في المكان نفسه بحضور الثاني نفسه, ولكنه هو الوحيد الذي تعرض للعقوبة في ساعات الصباح الأولى التي تقبل الشمس فيها الأرض بابتسامة
ما كان له ليعترض لو أنه عومل بنفس معاملة الجميع, ولكن أن يعاقب هو ويترك الباقين ليغادروا أحرارا طائرين فهذه قمة الفساد له
فالثاني لا يستعرض عضلاته المفتولة الضامرة إلا على أمثاله من المنكوبين مستغلا بذته الزرقاء وكتافيتيه الملمعتين حديثا وقبعته التي استقرت فوق صلعته المضيئة, إنه يعاقب هذا او ذاك وفقا لمزاجه الصباحي, فإن تقاتل مع زوجته قبل خروجه من السرير او صرخ على أولاده قبل ذهابهم للروضة فإنه سيعاقب العموميين متجاهلا أن هناك من يقوم بمخالفاتهم نفسها, بل إنه يتركهم ليركضوا دون أن يخطر بباله حتى إيقافهم رغم أنه قد أوقف الأول وصرخ في وجهه وعاقبه وقلب نهاره إلى سواد مظلم
إنه فاسد لأنه يعاقب هذا ويترك ذاك, إنه فاسد لأنه يوكل مزاجه بدل القانون, إنه فاسد لأنه يضع العقوبات دون حسيب أو رقيب, لا عقله ولا ضميره ولا حتى حذائه!!!
إنه فاسد ومنحط  أخلاقيا لأنه يعلم تمام أنه يقوم بهذه الأعمال وهو يعلم أنها مجرد فساد متفشٍ كالسرطان فيه
برأيي إنه فاسد ومنحط لأنه يعلم أنه فاسد ومنحط ولكنه رغم ذلك يتصرف كفاسد ومنحط
ماذا عن رأي الثاني نفسه؟, قلت أن من الصعوبة بمكان أن تضع نفسك في عقل اثنين مفكرا فيما يحدث بعقل اثنين بدلا من واحد
فبالنسبة له ما قام به الأول هو خرق للقانون, هو انتهاك للنظام, هو عمل قد يترتب عليه كوارث ومصائب خطرة على حياة الأول وحياة من حوله
لأكون صريحة إنه فعلا على حق, فما عوقب عليه هو أمر لا يمكن السكوت عليه, بل إنني واثقة انني لن أتردد في معقابته بأضعاف مضاعفة لما قام هو به
إنه يقوم بهذا لأنه عمله, لأنه قد رأى هذا ولكنه لم يرى أولئك يخالفون كما يدعي
ولكن ماذا بين هذا وذلك؟
كيف يمكن التوفيق بين الأول والثاني؟
ما الممكن عمله ليتم التوفيق بينهما وإيقاف العداوة ما بينهما؟, بل ما المطلوب أن يتم عمله كي تعود العلاقة الطبيعية بينهما كما يتوجب عليها ان تكون
الأول هو المعطي والثاني هو المقدم
الأول هو المحمي والثاني هو الحامي
الأول يهب والثاني يتبرع
الأول هو الوطني والثاني هو الوطن

الأول والثاني هما واحد فأنا قد أكون اليوم الأول وغدا الثاني, وما أدراك قد تكون هذه العداوة المستمرة هي جريمة بحق الوطن قبل أن تكون جريمة بحق البشرية ...............

يسرى حسونة
Y.A.H