الثلاثاء، 28 يونيو 2016

لمن يهمه الأمر 11




عندما تقطع عهدا على نفسك فانت لا تتفوه فقط  ببضع كلمات فارغة من المعنى والمضمون
استيقظ يا هذا, فعندما تخرج من بين شفتيك تلك الحروف المتصلة ببعضها البعض عليك أن تعلم أنها قد تعني الحياة لغيرك
أنها قد تعني العالم لشخص آخر
أنت لا تهتم
أنت مجرد كاذب مدعٍ يحاول إقناع ذاته المريضة بأنه دوما على صواب
فبغض النظر عن السبب الذي سيقودك لطريق الاخلاف بوعد قطعته, بعهد رفعته, الأفضل أن تقضي عليه في مهده
ليس الموضوع مجرد كلمات تلقى في الهواء
ليس مجرد هراء تتفوه به
ليس مجدر تعبيرات تنطق بها دون أن تعلم ما تعني
دعني أقدم لك نصيحة,إن لم تمتلك القدرة لتتحمل تبعات كلماتك فأغلق فمك
لا تتكلم
خطه بالصوان إن تطلب الأمر لتبقه مغلقا دون أن يثرثر من جديد راميا الحروف هنا وملقيا بالكلمات هناك
فإن كنت لا تدري ما تعني تلك الكلمات المقدسة فهي مصيبة
وإن كنت تدري فهي مصيبة اكبر
هي واحدة من تلك المصائب التي حطمت العالم منضمة إلى لائحة الجرائم ضد البشرية................................



يسرى حسونة

Y.A.H

الأحد، 19 يونيو 2016

لمن يهمه الأمر 10


لست ملاكا, هذه قاعدة لا يختلف عليها اثنان منذ فجر البشرية, أو بالأصح يتوجب عليهما ألا يختلفا
ولكن بما أن الاتفاق لم يكن يوما من سمة البشر, فما زال هناك من يحاول ان يقنع نفسه ساعة بعد يوم وثانية بعد دقيقة أنني ملاك من نوع ما
لست واثقة ما هو نوع ذلك الملاك المشوه الذي يتخيله البعض متلبسا بصورتي, إلا أنني واثقة أنه لا ينتمي إلى أي نوع من المخلوقات في هذا الكون
ولا تغتر بنفسك عزيزي, فأنت أيضا مثلي تمامً ولا تختلف عني بأي شيء مهما حاولت أن تكذب على نفسك المسكينة وتوهمها بالعكس
فعندما تنتشي روحك بسرور غامر يطغى عليك وعندما تفوح خلاياك بشهوة عارمة فرحة ببؤس الآخرين
تدرك أنك فعلا لا تمس للملائكة بصلة
بل إنك برفقتي طبعا لا يحق لك أن تحلم حتى بالنظر إلى الباب المؤدي إلى عالمهم المشرق
ولكن في الوقت نفسه فقف مكانك, نحن لا ننتمي حتى إلى الشياطين
فإن أردت مواجهة الحقيقة, فالشياطين متسامحة ومتساهلة برفقة بعضها البعض, بل إنها تحن على بعضها, عدوها واحد هو ما يطلق عليه بين قوسين الانسان , وهذا يعني أننا خارج هذه التسمية
فما نبرع به بلا أدنى مواربة هو لعن بعضنا البعض, جلد أنفسنا, سحق أبناء جنسنا, وفي النهاية نقف بابتسامات مزيفة صفراء داعين شركائنا في الجريمة للتعامل بما يدعى الانسانية الميتة مع ضحايانا
وهكذا نخرج أننا جنس فريد بطبعه
جنس يشمت بمصائب غيره
جنس يفرح لكوارث الآخرين
جنس يضحك عندما يرى الثاني مضرجا بدمائه غارقا بدموعه
أعود لأكرر أنا لست استثناءً وأنت عزيزي لست استثناءً, إنك تقف في صفي شئت أم أبيت
فأنت هكذا, وأنا هكذا, وهو هكذا, وهي هكذا, جميعهم هكذا
أنكروا الحقيقة, تملصوا من الواقع, هربوا من الصورة السوداء, حاولوا تلوين وجههم البشع بمساحيق التجميل العاجزة
فهم في النهاية هذا الجنس الذي يضع ساعة بعد دقيقة وثانية بعد لحظة المزيد والمزيد من الجرائم ضده بعضه البعض
تلك الجرائم التي يطلق عليها اليوم لقب الجرائم ضد البشرية................................
يسرى حسونة
Y.A.H


الأربعاء، 15 يونيو 2016

لمن يهمه الأمر 9



حسنا لأكن صريحة مع نفسي قبل أن أكون صريحة معك ومعها ومعهم جميعا
ليست الكلمة هي التي أبحث عنها بقدر ما أبحث عن وصف أدق للحالة العجيبة التي أمر بها ولي بمفردي تأكيدا, بل إنها حالة عمومية تيطر على عقول الأغلبية الساحقة, هل أنا فاشلة؟
تبدأ المعضلة بوضع تعريف مشوه للفشل, فما هو الفشل؟ أهو العجز عن تحقيق الأهداف؟ عدم القدرة على تحويل الأحلام إلى حقيقة؟, الاخفاق في السير مع التيار الذي وجدت نفسك فيه منذ أن خرجت صارخا من رحم أمك؟
الكثير من التعليلات يمكن وضعها لتفسير معنى الفشل, ولكن يظل الشخص الوحيد القادر على وصفك بالفاشل هو نفسك
فأنت صاحب الصلاحية الوحيدة باظهار نفسك فاشلا, تماما كما يمكن اعتبارك الشخص الوحيد الذي يمتلك بين يديه العصا السحرية ليظهر بصورة الناجح, ولكن مرة أخرى يطرح سؤال أكثر أهمية, ماذا تعني كلمة ناجح؟
لا تكمن الورطة في تفسير هذه الكلمات المعقدة والمترابطة ببعضها البعض كترابط كرة من الصوف بين يدي قطتين تلهوان بها يمينا ويسارا دون حسيب أو رقيب
بل تكمن العوائق الكبرى داخلي قبل أن تنمو داخلك
فإن أردت أنا فاشلة
وإن أردت أنا ناجحة
وإن أردت أنا مجرد نقطة على السطر لا تقدم ولا تؤخر ولا تنهي الجملة حتى
أجل, قلت لنفسي دوما أنه لا داعي للعجلة, لا داعي للتهور, لا داعي للجنون الاخرق الذي لا يفقه شيئا
ولكن أهناك من يستمع إلى هذه الكلمات؟!!, قطعا لا
فتلك المجموعة من الخلايا مغلقة على نفسها الباب بالأقفال رافضة الاستماع إلى صوت المنطق والواقع
لا أدري سببا لذلك العناد الملتف بغطاء من الحمق والجنون, من التعجرف والفراغ, من الغرور والغباء
مجموعة من الأمزجة التي لا يفقه كنها أحد, وحتى أنا نفسي بدت عاجزة عن تحليل ما يدور في طيات تلك اللفائف المتكاتفة على بعضها البعض, ولهذا أقول أن المشكلة تبدأ مني قبل أن تنطلق نحو الآخرين
فإن أردت أنا فاشلة،
وإن أردت أنا ناجحة،
فإن رغبت أنا لا شي يذكر
وإن أردت فأنا كل ما يمكن أن ينظر إليه
يعود الخيار إلي بكل تأكيد, وبكل تأكيد أنا لا أستحق أن أمسك هذا الخيار بين يدي
فالعجز ليس مرضا, وإنما وهم
وهم غرس نفسه عميقا متجذرا داخل عروقي وأرودتي ليسير جنبا إلى جنب رفقة دمائي الملوثة بالمقام الأول
وهم بدت أتشربه يوما بعد يوم, ليلة تلو ليلة, دقيقة برقة دقيقة
وهم بات حقيقة
وحقيقة أنني بدت عاجزة لم تأتي إلا من قلب الوهم محولة نفسها لحقيق غارسة قوتها في الأرض مانعة أحدا من التقدم ولو مترا واحد
أعود لأسأل نفسي مجددا, أأنا فاشلة أم لا؟, أأنا ناجحة أم لا؟
وأتابع توجيه السؤال نحو الجهة الخاطئة متجاهلة الطرف الحقيقي الذي يتوجب عليه أن أرهقه أسئلة على مدار أربع وعشرين بأربع وعشرين
وفي النهاية ألقي باللوم كما عادتي على الآخرين محملة عجزي وضعي على شماعتهم كما اعتدت أن أفعل منذ قرون, ضائفة جريمة أخرى لا تقل عن سابقتها ضد البشرية......................................
يسرى حسونة
Y.A.H


الأربعاء، 8 يونيو 2016

لمن يهمه الأمر 8

لمن يهمه الأمر 8
لا يتوقف الأمر عند أربعة جدران تضم بين جوانحها مكتبا وبضعة مقاعد جلدية مزخرفة
تظن أنك قد أنتجت كل ما تحتاجه بجلوسك هناك متأففا طول النهار، مغرقا عينيك في شاشة الحاسوب، ناقرا بأصابعك على الأزرار واحدا تلو الآخر وأنت تكذب على نفسك
فماذا بعد؟
قالوا لك في البداية أنك بحاجة إلى الصبر، قالوا لك أنك بحاجة إلى التحلي بالجلد الكافي لتدخل المعترك مرتديا عدة الحرب، قالوا لك ونصحوك بأنك لن تلمس النجوم من أول الدرب، ولكنك كالعادة لا تستمع لأحد
كل ما يمكنك فعله هو التفكير في شماعة أخرى لتلقي عليها باللوم
كالعادة لا تحمل مسؤولية قراراتك، إنك ترغب لو أنك لم تقم بذلك، تتمنى لو أنك لم تقدم على خطوة بتلك الخطورة، تحلم لو أنك عدت إلى الوراء ثلاثين يوما ليعود كل شيء كما كان،
هادئا، وادعا، رقيقا، لا غبار عليه
تحدث نفسك ليل نهار أنك ستكون على ما يرام
ولكن أأنت على ما يرام؟  قطعا لا
إنك في أسوء من أسوء مرة دخلت فيها إلى الجحيم، حتى بدت تتمنى زيارة إبليس علك تلقى هناك بعض العزاء
فأنت تدرك تماما أن إبليس الذي هناك هو أرقى وأرفع من الأبالسة الموجودين هنا، فالحق يقال أنهم قد شوهوا سمعته وأعادوها دهرا إلى الوراء
أين المشكلة؟، لا بل أين الحل. من الصعب البحث عن جواب دون طرح سؤال ولكنك يا عزيزي لا تعرف الجواب ولا تعرف السؤال، بل إنك عاجز حتى عن بيان السبب من المسبب
وبعد هذا كله تأتي لتقول أنك بريء، أتيت مرتديا قميص يوسف وتصرخ بألم المسيح أنك بريء
لا أدري ما الذي تسعى إلى تحقيقه من وراء تلك التمثيلية الهابطة، ولكنك يا صديقي قد سقطت منذ زمن بعيد
سقطت منذ اليوم الأول الذي لعبت فيه دورا ليس لك
سقطت من اللحظة الأولى التي حاولت فيها أن تتحرك دون أن تحسب أي حساب
والآن فقط أغلق فمك وتابع تحريك أصابعك على اللوحة علك ولو لمرة في حياتك تحقق انجازا دون صمت
فالصمت بات اليوم حلما يراود الكثيرين

ولكنه في حالتك أنت هو جريمة بحقك أنت 
قبل أن يضم إلى سلسلة الجرائم البشرية ضد البشرية................................

يسرى حسونة
Y.A.H