الأحد، 19 يونيو 2016

لمن يهمه الأمر 10


لست ملاكا, هذه قاعدة لا يختلف عليها اثنان منذ فجر البشرية, أو بالأصح يتوجب عليهما ألا يختلفا
ولكن بما أن الاتفاق لم يكن يوما من سمة البشر, فما زال هناك من يحاول ان يقنع نفسه ساعة بعد يوم وثانية بعد دقيقة أنني ملاك من نوع ما
لست واثقة ما هو نوع ذلك الملاك المشوه الذي يتخيله البعض متلبسا بصورتي, إلا أنني واثقة أنه لا ينتمي إلى أي نوع من المخلوقات في هذا الكون
ولا تغتر بنفسك عزيزي, فأنت أيضا مثلي تمامً ولا تختلف عني بأي شيء مهما حاولت أن تكذب على نفسك المسكينة وتوهمها بالعكس
فعندما تنتشي روحك بسرور غامر يطغى عليك وعندما تفوح خلاياك بشهوة عارمة فرحة ببؤس الآخرين
تدرك أنك فعلا لا تمس للملائكة بصلة
بل إنك برفقتي طبعا لا يحق لك أن تحلم حتى بالنظر إلى الباب المؤدي إلى عالمهم المشرق
ولكن في الوقت نفسه فقف مكانك, نحن لا ننتمي حتى إلى الشياطين
فإن أردت مواجهة الحقيقة, فالشياطين متسامحة ومتساهلة برفقة بعضها البعض, بل إنها تحن على بعضها, عدوها واحد هو ما يطلق عليه بين قوسين الانسان , وهذا يعني أننا خارج هذه التسمية
فما نبرع به بلا أدنى مواربة هو لعن بعضنا البعض, جلد أنفسنا, سحق أبناء جنسنا, وفي النهاية نقف بابتسامات مزيفة صفراء داعين شركائنا في الجريمة للتعامل بما يدعى الانسانية الميتة مع ضحايانا
وهكذا نخرج أننا جنس فريد بطبعه
جنس يشمت بمصائب غيره
جنس يفرح لكوارث الآخرين
جنس يضحك عندما يرى الثاني مضرجا بدمائه غارقا بدموعه
أعود لأكرر أنا لست استثناءً وأنت عزيزي لست استثناءً, إنك تقف في صفي شئت أم أبيت
فأنت هكذا, وأنا هكذا, وهو هكذا, وهي هكذا, جميعهم هكذا
أنكروا الحقيقة, تملصوا من الواقع, هربوا من الصورة السوداء, حاولوا تلوين وجههم البشع بمساحيق التجميل العاجزة
فهم في النهاية هذا الجنس الذي يضع ساعة بعد دقيقة وثانية بعد لحظة المزيد والمزيد من الجرائم ضده بعضه البعض
تلك الجرائم التي يطلق عليها اليوم لقب الجرائم ضد البشرية................................
يسرى حسونة
Y.A.H


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق