الاثنين، 12 ديسمبر 2016

لمن يهمه الأمر 15


نتغنى بحقوق الانسان وكلماتها العذبة مرفرفين بها عاليا في الفضاء
نرفع تلك الكلمات على قمم السواري بعز وكبرياء
وفي الوقت ذاته نقف خانعين موطئين الرؤوس غير قادرين على رفع البصر من الأسفل للأعى

ننادي بحق الحرية ونحن سجناء
نهتف بحق التعبير ونحن خرس بكم لا نجرؤ حتى على الكلام
نصرخ بحق التنقل ونحن عاجوزن عن الانتقال من المنزل إلى العمل دون تصريح
نطالب بحق الحياة ونقتل بعضنا البعض مرارا كل يوم

تناقض عجيب
تناقض رهيب
تناقض دميم

تضاد يظهر لنا مدى تفاهة تفكيرنا وسطحيته
مدى عجزنا عن تحقيق ما ننادي به
فالناشط الحقوقي سجين
والناشط الإنساني أسير
فيما الناشطة النسوية مقيدة بأغلال الرجال
والمطالبين بحرية الصحافة والاعلام مكممي الأفواه أخرسوا أقلامهم قبل زمن
وإولئك الذين يطالبون بحق تنقلك دون قد أو شرط ينتظرون في الخفاء الإذن ليغادروا منازلهم

فما هي تلك الحقوق التي نطالب بها
ألم يكن من الأولى أن نتحصل عليها قبل أن نطالب بها لغيرنا ؟!
فبدل أن أن نبدو بمظهر المرتوين نحن عطشى متلفهون لفطرة ماء تروي ظمأً لا بداية من نهاية له

وهذا كله لا يزال بداية الجرائم التي تعصف بعالم مجحف أخرق لا أول من آخر له..........

Y.A.H