نتغنى بحقوق الانسان وكلماتها العذبة مرفرفين بها عاليا في الفضاء
نرفع تلك الكلمات على قمم السواري بعز وكبرياء
وفي الوقت ذاته نقف خانعين موطئين الرؤوس غير قادرين على رفع البصر من الأسفل للأعى
ننادي بحق الحرية ونحن سجناء
نهتف بحق التعبير ونحن خرس بكم لا نجرؤ حتى على الكلام
نصرخ بحق التنقل ونحن عاجوزن عن الانتقال من المنزل إلى العمل دون تصريح
نطالب بحق الحياة ونقتل بعضنا البعض مرارا كل يوم
تناقض عجيب
تناقض رهيب
تناقض دميم
تضاد يظهر لنا مدى تفاهة تفكيرنا وسطحيته
مدى عجزنا عن تحقيق ما ننادي به
فالناشط الحقوقي سجين
والناشط الإنساني أسير
فيما الناشطة النسوية مقيدة بأغلال الرجال
والمطالبين بحرية الصحافة والاعلام مكممي الأفواه أخرسوا أقلامهم قبل زمن
وإولئك الذين يطالبون بحق تنقلك دون قد أو شرط ينتظرون في الخفاء الإذن ليغادروا منازلهم
فما هي تلك الحقوق التي نطالب بها
ألم يكن من الأولى أن نتحصل عليها قبل أن نطالب بها لغيرنا ؟!
فبدل أن أن نبدو بمظهر المرتوين نحن عطشى متلفهون لفطرة ماء تروي ظمأً لا بداية من نهاية له
وهذا كله لا يزال بداية الجرائم التي تعصف بعالم مجحف أخرق لا أول من آخر له..........
Y.A.H